مقدمة
شهدت الفترة الأخيرة موجة من القرارات المثيرة للجدل من قبل عدد من الدول الأوروبية التي أوقفت معالجة طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد. هذه الخطوة تضع آلاف اللاجئين السوريين في حالة من عدم اليقين والضياع.
النمسا: إعادة تقييم الوضع الأمني وترحيل محتمل
أعلنت الحكومة النمساوية المؤقتة تعليق جميع طلبات اللجوء من السوريين، مشيرة إلى تغييرات جذرية في الأوضاع السياسية داخل سوريا. وصرح المستشار النمساوي، كارل نيهامر، بأن الحكومة ستدعم السوريين المقيمين في النمسا ممن يرغبون بالعودة إلى وطنهم، مؤكدًا ضرورة إعادة تقييم الأوضاع الأمنية هناك لتفعيل إجراءات الترحيل مستقبلاً. يعيش حوالي 95,000 سوري في النمسا، معظمهم وصلوا خلال أزمة اللجوء بين عامي 2015 و2016. وقد أدى وجودهم إلى تصاعد الدعم للأحزاب اليمينية المتطرفة.
ألمانيا: تعليق البت في الطلبات بسبب غموض الأوضاع
في ألمانيا، حيث يقيم أكثر من مليون سوري، علقت السلطات معالجة الطلبات المقدمة حديثًا. وفقًا لمكتب الهجرة واللاجئين الألماني، فإن غياب الاستقرار السياسي في سوريا يمنع اتخاذ قرارات نهائية حول أمان العودة. في الوقت الحالي، ينتظر حوالي 47,270 سوريًا ردًا على طلباتهم، بينما اللاجئون الحاصلون على الحماية مسبقًا لن يتأثروا بهذه القرارات.
بريطانيا: إعادة النظر في السياسات
أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر أن المملكة المتحدة أوقفت قرارات اللجوء للسوريين لحين مراجعة الوضع الراهن. وقد صرحت بأن بعض السوريين بدأوا بالفعل في العودة إلى بلدهم. بين عامي 2011 و2021، منحت بريطانيا اللجوء لأكثر من 30,000 سوري، معظمهم أعيد توطينهم عبر برامج إنسانية قادمين من دول مجاورة مثل تركيا ولبنان.
فرنسا ولبنان: سياسات متشابهة وتحديات مختلفة
تعمل فرنسا على وضع سياسة مشابهة لألمانيا وبريطانيا، فيما شددت لبنان، التي تستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، قواعد دخول اللاجئين السوريين بسبب تصاعد محاولات الهجرة العكسية نحوها.
تداعيات القرارات على السوريين
تضع هذه السياسات آلاف السوريين في موقف صعب. فمع انهيار نظام الأسد، تتباين الآراء حول مستقبل البلاد. في الوقت نفسه، يشعر اللاجئون بالخوف من العودة إلى وطنهم بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية غير المستقرة.
الختام
يبقى السؤال مطروحًا حول مستقبل اللاجئين السوريين في أوروبا بعد هذه التطورات. وبينما تسعى الدول الأوروبية لإعادة تقييم سياساتها، تظل حياة مئات الآلاف من السوريين معلقة بين الأمل واليأس.